سلمى السلحفاة تكتشف سر البحيرة المخفية – قصة ممتعة من قصص أطفال قبل النوم
في عالمٍ ساحرٍ بعيد عن ضوضاء المدن، عاشت السلحفاة الصغيرة
"سلمى" مع عائلتها في غابة هادئة تملؤها الأشجار الكثيفة والطيور
المغردة. كانت سلمى مختلفة عن باقي السلاحف، فهي تحب المغامرة وتملك فضولًا لا
يُشبع. وفي أحد الأيام، وبينما كانت تتجول في الغابة كعادتها، سمعت همسات غامضة
تتحدث عن "البحيرة المخفية" التي لا يعرف أحد طريقها.
بداية المغامرة
تقدّمت سلمى ببطء ولكن بعزيمة قوية نحو مصدر الصوت. عبرت الأشجار
المتشابكة، وقفزت فوق الجداول الصغيرة، وواجهت طيورًا غريبة الشكل، لكنها لم
تتراجع. كان قلبها ينبض بسرعة، ليس خوفًا، بل شوقًا لمعرفة الحقيقة.
وفي طريقها، قابلت البومة الحكيمة "أم عيون"، التي حذرتها
قائلة:
"يا سلمى، البحيرة ليست مجرد ماء، إنها سر قديم لا يظهر إلا للنقي القلب."
ابتسمت سلمى وقالت:
"قلبي نقي، ونيتي طيبة، أريد فقط أن أعرف الحقيقة."
تأثّرت البومة بكلماتها، فقررت مساعدتها وأعطتها خريطة قديمة محفورة
على ورقة شجر جافة.
الوصول إلى البحيرة
سارت سلمى لساعات طويلة حتى بدأت الشمس تودع السماء. وهنا، ظهر أمامها
ضوءٌ أزرق خافت يتسلل بين الأشجار. اقتربت ببطء، وإذا بها ترى البحيرة المخفية!
كانت مياهها تتلألأ بألوان قوس قزح، وحولها زهور لم ترَ مثلها من قبل، تصدر
أنغامًا موسيقية خفيفة كلما حركتها الرياح.
لم تصدق عينيها، هل هذا حقيقي؟ اقتربت أكثر، وفي لحظة، شعرت بدفء غريب
يحيط بها، وكأن البحيرة تعرفها وتحتضنها.
سر البحيرة
في قلب البحيرة، ظهر حجرٌ لامع، نُقش عليه:
"من يجد هذه البحيرة ويحتفظ بسرها، يمنح نعمة الحكمة والشجاعة."
فهمت سلمى أن المغامرة لم تكن فقط للمتعة، بل كانت لاختبار قلبها،
وأنها أصبحت الآن حارسة السر. وعدت البحيرة بأنها لن تخبر أحدًا بالمكان، لكنها
ستروي القصة ليعرف الأطفال أن الخير والنية الصافية تفتح لهم أبوابًا لا يراها
الآخرون.
نهاية القصة
عادت سلمى لعائلتها في الغابة، لكنها لم تعد كسابق عهدها. كانت أكثر
نضجًا، أكثر فهمًا، وأكثر هدوءًا. أصبحت تُعرف بين الحيوانات بـ"سلمى الحكيمة".
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت قصتها تُروى كواحدة من أجمل قصص
أطفال قبل النوم، يتناقلها الجميع قبل أن يناموا، ويحلُموا
ببحيرات خفية وأسرار لا تُكشف إلا للنقيين.
الخلاصة
إذا كنت تبحث عن قصة تجمع بين المتعة والفائدة، فإن قصة "سلمى
السلحفاة تكتشف سر البحيرة المخفية" هي الخيار المثالي. إنها ليست فقط وسيلة
رائعة لتسلية الأطفال قبل النوم، بل أيضًا أداة تعليمية تغذي عقولهم الصغيرة بالقيم
الجميلة.
لا تنسَ أن تقرأها لطفلك الليلة، وستلاحظ كيف تلمع عيناه بالدهشة في كل لحظة.
تعليقات
إرسال تعليق